بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
لمن يخشى أن يكون ممن يقولون ما لا يفعلون.
.واجب كل مسلم في الدعوة إلى الإسلام، لأن هذا الدين هو دين البشرية جمعاء الذي بشر به جميع الأنبياء، و لكن جوهره و حقيقة مبادئه و تعاليمه تخفى عن الكثير من الناس ، لذلك كان التبليغ واجب علينا، و بعدها كل امرئ بما كسب رهين. و أن هذا الدين سر سعادتنا في الدنيا، لذلك نود مشاركته مع عشيرتنا الأقربين أولا، بدافع الحب قبل الواجب ، و أننا أمرنا بالتناصح
و التوجيه حتى بين بعضنا البعض، إذ أن ديننا دين الجماعة و التكافل و .......
إعجابا بمبدأ وجوب الدعوة و معناه.... لأول مرة أتفكر بالمعنى و الحكمة من كون الأمر بالمعروف فرضاً و ليس نفلاً .
قال النبي صلي الله عليه و سلم ...
والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف و لتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذابا من عنده، ثم لتدعنه، فلا يستجاب لكم. حديث حسن.
لا يختلف اثنان على وجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، حتى و لو بالقلب - و ذلك أضعف الإيمان. و الحث على الدعوة، حتى و لو بتبليغ آية : بلغوا عني ولو آية. حديث صحيح.
و لكن ما يلتبس على الكثيرين، و يمنعهم من القيام بواجبهم الدعوي هو تفسير قوله تعالى :
أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ. البقرة 44
كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ . الصف3
أَتَأْمُرُونَ النَّاس بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَاب أَفَلَا تَعْقِلُونَ
الغرض من الآية الكريمة ، كما جاء في تفسير ابن كثير، هو ذمهم على خطئهم بحق أنفسهم بعدم فعلهم للخير الذي يأمرون به. أي ليس المراد ذمهم على أَمرهم بالبر مع تركهم له، بل على تركهم له. فإن الأمر بالمعروف معروف وهو واجب على العالم.. ولكن الواجب والأولى بالعالِم أن يفعله مع من أمرهم به ولا يتخلف عنهم كما قال شعيب علَيه السلام "وَمَا أُرِيد أَنْ أُخَالِفكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيد إِلَّا الْإِصْلَاح مَا اِسْتَطَعْت وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاَللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْت وَإِلَيْهِ أُنِيب
فكل من الأمر بالمعروف وفعله واجب لا يسقط أحدهما بترك الآخر على أَصح قَولي العلماء من السلف والخلف.
لكنه والحالة هذه مذموم على ترك الطاعة و فعله المعصِية لعلمه بها ومخالفته على بصِيرة، فإِنه ليس من يعلم كمن لا يعلم. ولهذا جاءت الأَحاديث في الوعيد على ذلك.
فال سبحانه و تعالي
قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَاَلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّر أُولُو الْأَلْبَاب. الزمر 9
و روى ابن عساكر عن النبي صلى الله عليه وسلَمإِنَّ أُنَاسًا مِنْ أَهْل الْجَنَّة يَطَّلِعُونَ عَلَى أُنَاس مِنْ أَهْل النَّار فَيَقُولُونَ بِمَ دَخَلْتُمْ النَّار ؟ فُو اللَّه مَا دَخَلْنَا الْجَنَّة إِلَّا بِمَا تَعَلَّمْنَا مِنْكُمْ فَيَقُولُونَ إِنَّا كُنَّا نَقُول وَلَا نَفْعَل.
والفرد الفاني ما لم يتصل بالقوة الخالدة ضعيف مهما كانت قوته , لأن قوى الشر والطغيان والإغواء أكبر منه ; وقد يغالبها مرة ومرة .. ولكن لحظة ضعف تنتابه فيتخاذل ويتهاوى , فأما وهو يركن إلى قوة الأزل والأبد فهو قوي , قوي على شهوته وضعفه . قوي على ضروراته واضطراراته . قوي على ذوي القوة الذين يواجهونه.
قيل للحسن البصري: إن فلاناً لا يعظ , ويقول: أخاف أن أقول ما لا أفعل.
فقال الحسن: وأينا يفعل ما يقول؟ ودّ الشيطان لو ظفر بهذا, فلم يُؤمر بمعروف ولم يُنه عن منكر.
لئن لم يعظ العاصين من هو مذنبُ ،، فمن يعظ العاصين بعد محمدُ ..
هذه الجملة كفيلة ان تأخذ بيد المسلم و ان لا يترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي خصه الله لأمتنا الاسلامية
{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}
اللهُمَّ لا تجعلنا ممن يدل عليك ثُمَّ يعرض عنك ، ويدعو إليك ثمَّ يفر منك ...
و اسأل الله أن يرزقنا الدعوة إليه عز و جل و لا يحرمنا شرف هذه الدعوة بمعاصينا ..
و ..اللهم إنى أعوذ بك ان أكون جسرا تعبرون عليه إلى الجنة ثم يلقى به إلى النار ..اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه.. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ و الحمد لله رب العالمين .. و الصلاة والسلام على خاتم المرسلين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للامانة يا أخوان منقول للفائدة وجزى الله الكاتب خيرا