فى قاعة مليئة بالالوان داهمنى ازرق..
ازرق.. فى كامل اناقته بعطر رجولى فريد..
ينتقل بين اللوحات تأركاً خلفه خيط رفيع من الدهشة..
تأملته للحظة متساءلة " كيف يمكن لأزرق قاتم داخلاً لتتو فى مهرجان للالوان الصارخة ان يتوهج بهذا القدر من الجاذبية اللامعة؟".
يتوقف الازرق لدقيقة ..
يتأمل لوحة ما..
فأشعر أنها من تتأمله ..لانه ببساطة أجدر منها بتأمل..
فأسترق النظر اليه وهو يخلع من التحف الفنية جمالها ..كما تخلع أمراة قفازها فى لحظة دفء..
رفع الازرق عنيه ناظراً الى..تلك النظرة المربكة ..
للحظة اردت الهرب شعرت برغبة فى الاحتماء خلف شئ..
كيف يمكن للقلب ان يجد شئ يجعله خفى فى قاعة واسعة خالية الا من جدرانها..
كيف احتمى من قوة أزرق يعلم اننى احببت زرقته.
همس :
- أحبك..
ضحكت بدلال قائلة:
- انت مجنون.
قال:
- أموت فيك..
خفت لمجرد قوله كلمة "موت" فقلت:
- لا اريدك ان تموت..اريدك ان تحيا ..ان تعيش..
فأبتسم بمكر قائلاً:
- هل تريدين اعيش كي لا أموت فيك ... أم أن اعيش لكي أموت فيك أبدا؟
حاولت ان لا اقع فى فخاخ الحب التى تحاصرنى بها كلماته فأجبت:
- اريدك ان تحيا من دون اى جانب من جوانب الموت.. حتى وان كانت عشقية.. احيانا يكون الموت واحد. وان جملته الكلمات.
فهمس :
- سأحيا اذا لاسمع اجابتك فى يوماً ما..
فكرت للحظة ان لقاءنا لحظات نسرقها من الزمن.. ونحتال بها على قدرنا..الذي رسم على طول سكة حديد قطارين كل منهما متجه إلى وجهة مختلفة..لقاءنا هو صناعة غير مشروعة للذكرى.وتراكم هائل للأحاسيس والإحداث..وأصع ب ما يعذب المرء في البعد هي ذاكرته..فان كنت قليل النسيان وشديد الذاكرة والاحتفاظ بمذاق وتفاصيل الأشياء فما أتعسك..وأنا أصير معك جهاز لاقط لكل الهمس الصمت ..الكلمات.. الانحناءات ..الهفوات يرصد.. يجمع.. ويخزن..فكيف سأحيا بغيابه؟..
- وانت ش.....
اراد الازرق ان يقول شيئاً..فقاطعه الالون الاسود معلناً وقت رحيلى..
فكرت وانا اسير مبتعدة عن الازرق بعد توديعه .. : " أحياناً من الغريب أن نسعى إلى الأشياء رغم معرفتنا أنها غير ممكنة ونستمتع باللحظات التي تبعث فينا نشوى السعادة مع أننا مدركين أنها ذاتها اللحظات التي ستبعث فينا عند الفراق ارق الأحزان..في الحب فقط لا نستطيع أن نضع الفرضيات والخطط المسبقة..نترك زمام الأحلام للقدر ونثق فقط إن ما كتب لنا سيكون".