من اخطاء الانسان ان ينوء في حاضره بأعباء
مستقبله الطويـــل..
والمرء حين يؤمل ينطلق في خط لا نهاية له,,
وما اسرع الوساوس والاوهام الى اعتراض هذا
التفكير المرسل..
ثم الى تحويله هموما جاثمة وهواجس مقبضــــة.
لماذا تخامرك الريبة ويخالجك القلق؟؟
عش في حدود يومك فذاك اجدر بك واصلح لـــــك..
والعيش في حدود اليوم يتسق مع قول الرســـــــــــول
صلى الله عليه وسلم:
" من اصبح امنا في سربه... معافى في بدنه...
عنده قوت يومه.. فكانما حيزت له الدنيا بحذافيرها"
انك تملك العالم كله يوم تجمع هذه العناصر في يديك..
فاحذر ان تحقـــــرها!!
ان الامان والعافية وكفاية يوم واحد قـــوى تتيح للعقل
النير ان فكر في هدوء واستقامة...
تفكيرا قد يغير به مجرى التاريخ كله...
والحق ان استعجال الضوائق التي لم يحن موعدها
حمـــــق كبيــــــر!!
وغالبا ما يكون ذلك تجسيدا لاوهام خلقها التشاؤم..
والواجب ان يستفتح الانسان يومه وكأن اليوم
عالم مستقل بما يحويه من زمان ومكـــــان...
ان الاكتفاء الذاتي وحسن استغلال ما في اليد...
ونبذ الاتكال على المنى .. هي نواة العظمة النفسية
وسر انتصار على الظروف المعنتـــــة!!
واسمع لقول احد الصالحين :
" انما بيني وبين الملوك يوم واحد!!
اما امس فلا يجدون لذتـــــه..
وانا وهم من الغد على وجـــل..
وانما هو اليوم .. فما عسى ان يكون اليوم؟؟
انه اليوم الذي يعيش العقلاء في حدوده وحدهــــا..
وفي نطاق اليوم يتحول الى ملك من يملك نفسه ويبصر
قصده..
وهناك فرق بين الاهتمام بالمستقبل والاغتمام به..
بين الاستعداد له والاستغراق فيه..
بين التيقظ في استغلال الحاضر.. وبين التوجس المربك
المحير مما يفد به الغــــد..
قال الشاعر:
سهرت اعين ونامت عيون... في شؤون تكـــــــــــون
او لا تكـــــــون..
ان ربا كفاك بالامس ما كان... سيكفيك في غــــــــد
ما يكــــــــــون..
اتدري كيف يسرق عمر المرء منه؟؟
ينصرف عن يومه في ارتقاب غده.. ولا يزال كذلك
حتى ينقضي اجله ويده صفراا من اي خير..
يا الله ما اعجب الحياة..!!
يقول الطفل: عندما اشب فاصبح غلاما..
يقول الغلام: عندما اترعرع فاصبح شابا..
يقول الشاب: عندما اتزوج..
فاذا تزوج قال: اصبح رجلا متفرعا..
فاذا جاءت الشيخوخة تطلع الى المرحلة التي قطعها
من عمره... فماذا يجد؟؟
فاذا هي تلوح وكأن ريحا اكتسحتها اكتساحا..
اننا نتعلم بعد فوات الاوان!!
ان قيمة الحياة التي نحياها ,, نحيا كل يوم منها وكل
ساعـــــــــة!!
وقال تعالى:
" وكأنهم يرونها لم يلبثوا الا عشية او ضحاها"
واخيرا:
اعتذر على الاطالة وارجوا ان يجد الموضوع نفعه
في قلوبكـــــــــــــم
ولكم مني اطيب التحـــــايا
نوراااااااا