نعيش اليوم ذكرى عطرة من اجمل الايام لكل مسلم لانها تملؤها بالاحاسيس الجياشة و النفحات الروحانية و تؤجج بداخلنا مشاعر فياضة لا تتوقف حول سيرة خاتم الانبياء و اشرف المرسلين محمد عليه الصلاة و السلام
بمناسبة هجرته من مكة الى المدينة فى مثل هذا اليوم و بالتحديد منذ 1430 عاما
تفتحت للدين الاسلامى افاق رحبة لتنتشر دعوة الاسلام فى المشرق و المغرب و لينتشر معها
معانى الحب و السلام و التسامح و هى صفات نحن احوج ما نكون اليها الان وسط ما يجرى من حولنا
من صراعات و حروب و دمار . ان يوم هجرة الرسول الذى يحتفل به العالم الاسلامى اليوم
فى شتى بقاع الارض ليس مجرد يوم يحمل ذكرى جميلة فى نفوسنا ، و انما هو فى حقيقة الامر
يوم فاصل فى تاريخ البشرية ، حيث وضع به رسولنا الاساس الاول لدولة الاسلام فى يثرب
التى اطلق عليها فيما بعد اسم " المدينة " و التى استقبله اهلها بالترحاب و الزغاريد و الفرح .
و اليوم و نحن نحتفل بهذة الذكرى العطرة التى تهل علينا لنستلهم الكثير من الدروس
التى علمها لنا اشرف المرسلين و التى اقل ما توصف به انها دستور حياة
و لنتذكر منها المواقف الانسانية الرائعة و الصفات الجميلة التى تحلى بها
و فى مقدمتها الصدق و الامانة و الاستقامة و الاخلاص فى العمل و فى طاعة الله
و الحرص على صلة الرحم و اغاثة المحتاج و الضعيف و لنرفع ايدينا بالدعاء
فى هذا اليوم المبارك ان يتوقف نزيف الدم فى الاراضى الفلسطينية .
انها صفات ينبغى علينا ان نحييها بداخلنا لنقتدى بالرسول الكريم فنحن احوج ما نكون اليها
الان مع تزايد ضغوط الحياة و صراعاتها من حولنا .
و ليتوقف كل منا امام نفسه و يعيد النظر فى كل ما يفعله
نضع امام اعينا ان الاقتداء بصفات الرسول ليس مسألة صعبة او مستحيلة
فقط نحن فى حاجة الى الرغبة الصادقة فى ان نغير من انفسنا نحو الافضل .
و كل عام و انتم بخير.